لوكسمبورج
أو دوقية لوكسمبورغ تقع
في غرب أوروبا، بين
كل من ألمانيا، فرنسا وبلجيكا وتُعد
إحدى أصغر دول أوروبا مساحةً
وسكاناً، اتفقنا على زيارتها
لأنها أقرب دولة إلى مقر إقامتنا في " Ludwigshafen " كنا ستة أرواح مغامرة تحب اكتشاف كل جديد، ركبنا القطار السريع حتى مدينة "Saarbrucken" الألمانية،
ثم ركبنا الحافلة ذات الطبقتين مما متع أنظارنا بمشاهد خلابة من الريف الألماني
واللكسمبورجي ، وكما هو معروف التنقل بين دول الاتحاد الأوربي سهل للغاية بدون
نقاط حدودية او تفتيش، وصلنا مدينة لوكسمبورج العتيقة وقد اغتسلت بماء السماء الغزير
كقطعة شيرازية بللها المطر، من محطة الوصول التي تجمع بين القطارات والحافلات،
اخذنا سيارة اجرة "ميني فان" صاحبها رب عائلة قد أمن اطفاله بمقاعد
أمان، مددنا له يد المساعدة في فكها، طاف بنا في مركبته عبر شوارع المدينة متوجها
الى فندق "نوفوتيل" والذي يبعد عن مركز المدينة حوال عشر دقائق
بالسيارة، فما أن وصلنا إلى ردهة الاستقبال حتى باشرنا في تسجيل أسمائنا وأرقام
جوازاتنا وغيرها من البيانات، فكافأتنا جميلات الاستقبال بالابتسامات والشكولاتة
والسكاكر اللكسمبورجية، أرحنا نواخينا من عناء السفر، حتى اذا ما شارفت الظهيرة
ركبنا الحافلة إلى مركز المدينة - المواصلات العامة في أيام العطل الرسمية
والاسبوعية مجانية مما أتاح لنا التجوال والتنقل بكل سلاسة- كما أن المدينة توفر
انترنت مجاني في جميع ارجاء المركز الامر الذي يشجع السياحة ويحفز على زيارة
المدينة الصغيرة.
في المدينة أقليات
ولغات برتغالية، فرنسية وإيطالية وكثير من العاملين بالدوقية لا يسكنون فيها بل
بالدول المجاورة، أكثرهم في فرنسا.
يتكلم
أهلها اللوكسمبورغية (Lëtzebuergesch) وهي
مشتقة من الألمانية، واللغة الألمانية والفرنسية هما
لغتان رسميتان أيضاً، كما أن الأغلبية يتكلمون الإنجليزية بطلاقة والسائح لن يعاني
من مشكلة التواصل مع الباعة وسائقي سيارات الأجرة.
يوجد في المدينة مبان أثرية كالقصور والتماثيل واهمل تمثال
ذهبي اللون لفتاة لها قصة بطولية في مقاومة الغزو النازي، المدينة القديمة بنيت
على سفح جبل يفصل بينها وبين المدينة الجديدة واد عميق، تم تحويله الى منتزه طبيعي
جميل يجري في وسطه ماء عذب، ومع المحافظة على طبيعة الوادي، يقام أيضا بعض
الفعاليات الاحتفالية الغنائية، وكذلك اماكان للممارسة هواية ركوب الدرجات
الاستعراضية والالواح الدراجة.
تعتبر لوكسمبورج دولة ذات دخل مرتفع، لذا فأن أسعار السلع
والبضائع وحتى المطاعم مرتفع جدا، وبما أنها مدينة متعددة الثقافات فسهل تجد مطاعم
ذات مطابخ مختلفة فهناك الأوروبي والاسيوي والهندي والتركي، فاخترنا المطبخ الهندي
لتناول وجبة البرياني الشهي بالسمك و الدجاج .
بالدوقة أسواق متعددة ولكنها ليست بالكبيرة، حيث يمكن
التجول خلالها في وقت يسير أقله ساعتين، وهي تحوي على محلات لعلامات تجارية عالمية
(فرنسية، ألمانية و أمريكية) كما ان هناك
محال تبيع المنتجات الصينية.
في اليوم التالي استفقنا على امطار غزيرة وبرد يسلع
العظام، خرجنا من الفندق الساعة العاشرة صباحا الى مركز المدينة التي كانت تحتفل
بيوم الثقافات العالمية، نصبت الخيام وفيها معارض مصغرة لكل دولة مشاركة، وكذلك
وضعت المسارح لعروض الموسيقى والرقص، وللأطفال نصيب حيث جهزت بعض الساحات
بالألعاب، فكان لابد من مشاركتهم والاندماج معهم في لعبة كرة السلة.
وبطبيعة الحال فأن لكل شيء نهاية، فهذه صفارة القطار
تنادينا، فتزودنا من مطعم صيني ثم اتجهنا الى المحطة المكتظة بالعابرين، وما هي
إلا ساعات قليلة حتى وصلنا الى مدينة
"Ludwigshafen" الألمانية ومن هناك اخذنا سيارة اجرة
الى محل الإقامة في "نزل كايا" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق