الخميس، 30 أغسطس 2018

صور لمدينة غرناطة وقصرها الجميل (الحمراء)

مدخل قصر الحمراء

قصر الحمراء كما يبدو من على هضبة مجاورة

مدخل الخيول

نافورة ماء مزينة بالنقوش وارضية فسيفسائية واعتقد انها أنشئت خلال الحكم الاسباني للمدينة

حديقة العريف

شلال ماء بجوار القصر

مدخل الحمامات

فتحات تهوية للحمامات على شكل نجمة ثمانية

احواض الوضوء في باحة القصر

احد المباني التي بنيت لاحقا من قبل الاسبان

باب قديم

احدى بوابات القصر المفتوحة على المدينة

حي البيازين

مدينة غرناطة الحديثة

الاثنين، 27 أغسطس 2018

صور لمدينة قرطبة وجامعها الكبير

في الحافلة عبر شوارع قرطبة

اثار رومانية قديمة

مدخنة مصنع زيت الزيتون

نخيل قرطبة

منظر لجامع قرطبة عبر نافذة المتحف

مجسم لجامع قرطبة من الداخل

مجسم لبيوت المسلمين في قرطبة من الداخل

الادوات الموسيقية المستخدمة

مدخل المدينة

خارج اسوار الجامع الكبير

داخل الجامع وتظهر الاقواس والاعمدة كما هي

احدى القباب الجميلة المزخرفة

محارب الجامع 

صورة مقربة لمحراب الجامع وتظهر الايات القرانية منورة المحراب 

احد ابواب الجامع

حوض الماء في حديقة الجامعة والذي كان يستخدم للوضوء

منارة الجامع

احدى واجهات الجامع من الخارج 

رحلتي إلى اسبانيا : غرناطة


غرناطة

غرناطة بلدة جميلة؛ بهوائها النقي جميلة، وجبلها ونهرها جميلة، وتاج ذلك الجمال قصرها الأحمر، أتينا إليها عبر قطار يمخر عباب الجبال والسهول المنبسطة بالسجاد الزيتوني وعبير الليمون.

غرناطة  Granada هي مدينة وعاصمة مقاطعة غرناطة في منطقة أندلوسيا جنوب إسبانيا، تقع بمحاذاة جبال سييرا نيفادا، عند نقطة التقاء نهري هَدَّرُه وسَنْجَل، وعلى ارتفاع 738 متراً فوق سطح البحر.

الفندق الذي اخترناه قد سكن سفح الجبل المطل على "قصر الحمراء"، وأثناء بحثنا عن وسيلة نقل استوقفنا منظر سيدتان ستينيتان تجادلان سائق سيارة الأجرة وكانتا تكلمانه باللغة الاسبانية واستطعت التقاط اسم الفندق منهما فعرفت ان الوجهة واحدة فاقتربنا منهم واخبرتهما ان نتشارك السيارة بحكم ان المسير واحد، فرحبتا بالفكرة واقنعنا السائق بأننا "فميليا" أي عائلة واحدة، المرأتان تتكلمان الاسبانية والإنجليزية بطلاقة، صاحبي ركب بجوارهما وانا ركبت بجوار السائق، مما سمح له بالحديث معهما.

الطرافة انهما اخبرتانا بأنهما من الارجنتين وانهما في رحلة الى اسبانيا، إلا أنه واثناء عملية التسجيل في الفندق اخرجتا جوازين امريكيين!

اخبرنا سائق سيارة الأجرة ان الدخول لمدينة او قصر "الحمراء" يحتاج لشراء تذاكر الدخول مسبقا او الذهاب فجرا لشرائها، أما موظفو الفندق – واعتقد انهم على صواب – أفادو ان تذاكر الدخول تشترى عبر الانترنت قبل الموعد بعشرة أيام على الأقل وذلك بسبب شهرة  وجمال المدينة وكثرة عشاقها، وهذا ما اكتشفناه لاحقا فتذاكر الدخول غير متوفرة إلا بعد عشرة أيام مما ادخل شيء من النكد الى نفوسنا.

يعتبر قصر الحمراء وجنة العريف من أعظم الثروات الثقافية في غرناطة، وجنة العريف هي حدائق مرفقة بالقصر تتميز بموقعها وتصميمها الفريد، فضلاً عن التنوع في أزهارها ونباتاتها ونوافيرها. ويُعد قصر الحمراء تتويج لأبرز الأعمال المعمارية في عهد بنو الأحمر في الفترة بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر. وتم بناء معظم قصر الحمراء في عهد يوسف الأول ومحمد الخامس بين الأعوام1333 و1354.

بعد الإفطار اتجهنا الى الحمراء وقلوبنا تتمنى دخولها وعيوننا تناظر بنيانها وجدرانها الخارجية ونوافيرها الفسيفسائية، تحسسنا اخر جدار فيها وحاولنا اختلاس النظر الى محارم قصورها ودخلنا بعض مفاتنها المفتوحة للزوار بدون تذاكر، منها مبنى دائري الشكل تتوسطه ساحة يتكون من ثلاث طوابق وبه غرف كثيرة  كذلك دخلنا الى احدى الحمامات المصممة للاغتسال وهي عبارة عن غرف زينت جدرانها بالموزاييك او السيراميك الملون وبها فتحات علوية للتهوية وقنوات للماء علوية وسفلية ، فقلت لصاحبي انظر كيف عاش المسلمون في الاندلس من الرقي والنظافة بعكس جيرانهم.

قصر الحمراء
بُني قصر الحمراء في عهد بنو الأحمر، واندرج ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو عام 1984 وهو يُعد واحداً من أكثر المواقع أهمية في إسبانيا وأكثرها زيارة، ويتألف من منطقة دفاعية وهي القصبة، ومساكن للحكام والعامة، وقصر لخلفاء بنو الأحمر. ويقع قصر الحمراء فوق هضبة صغيرة على الحدود الجنوبية الشرقية من المدينة في سفوح جبل الثلج بالإسبانية (Sierra Nevada) فوق الوادي. وكان بجواره بعض المساكن التي تم بنائها قبل وصول المسلمين، كما أن القصر محاط بسور بالكامل ويحده من الشمال الوادي، ومن الجنوب السبيكة.

جنة العريف
هي حدائق ملحقة بالقصر وهي مكان استجمام وراحة أمراء غرناطة المسلمين عندما كانوا يريدون الفرار من ملل الحياة الرسمية في القصر، وهي تقع في موقع يسمح برؤيتها من جميع أنحاء المدينة.

مررنا بكل هذا الجمال مرور الكرام ومن خارج الأسوار ثم خرجنا من بوابتها المنفتحة على "حي البيازين" وهو حيّ ذو أصل أندلسي ويُعد وجهة أساسية لكثير من الزوار الذين يقصدونه لمكانته التاريخية والمعمارية ولمناظرة الطبيعية.

وبفضل العمران تلتحم المدينة القديمة مع الحديثة وكأنهما درتان على تاج الحمراء، تجولنا كذلك في المدينة الحديثة واستمتعنا بصباح باكر جميل في شوارعها التي تنبض بالحياة الهادئة، ومع مشينا الممتع بدون تعب يذكر وجدنا انفسنا قريبا من محطة القطار ، اخذنا استراحة قصيرة ثم ركبنا القطار الى مدينة "إشبيلية".

الخميس، 2 أغسطس 2018

رحلتي إلى اسبانيا: قرطبة

قرطبة

بين الجامع الكبير  والوادي ... ذكرى لنا معشر العرب
أعمدة مقدسة حوت الذاكرين ... بين حلق علم وفرد ترب
قرطبة سلام عليك منا أهل ... الشرق قاطبة سلام يمحو الكرب
بدر بن ناصر المقيمي

من محطة "أتوتشا" في مدريد إلى محطة قرطبة حوالي ساعتين، يوجد في محطة قطار قرطبة مكتب للاستعلام السياحي الذي زكى لنا اخذ تذكرة حافة "hop on hop off" والصعود إليها من المحطة مباشرة والتجوال في المدينة ومشاهدة أثارها و أطلال قصور المسلمين فيها من على سطحها الملون، حتى كانت اخر وقوفها بجانب الجامع الكبير "جامع قرطبة" اتجهنا مباشرة الى الفندق أو "الموتيل" الاسباني التراثي إلا أنه استقبلنا استقبالا باردا رغم دفء الجو متعلل بأن الحجز غير مكتمل!!
من فندق الى اخر ومن موتيل الى غيره؛ الكل يشير إلى عدم وجود غرف شاغرة، فقلت لرفيقي العزيز دعنا نسترح في مقهى بجوار الجامع نرتشف القهوة الاسبانية أو نتبرد بالبوظة القرطبية وخيرا فعلنا، من ذاك المقهى شحنت هاتفي ورميت اثقالي و دخلت الشبكة العنكبوتية بحثا عن مكان نبيت فيه، فما كان غير فندق "جراند قرطبة" العالمي، الذي وصلنا إليه خلال 10 دقائق بسيارة الأجرة، ومع غلاء سعره إلا أنه يستاهل بحكم نجوميته وخدماته ومريح سريره.

قرطبة تابعة لمنطقة "أندلوسيا " في جنوب إسبانيا وتقع على ضفة نهر الوادي الكبير، اشتهرت أيام الحكم الإسلامي لإسبانيا، ولقد ذكرها الكثير من المؤرخين العرب في كتاباتهم ومنهم ياقوت الحموي، حيث كانت قرطبة في عهد عبد الرحمن الداخل الأموي عاصمة لدولة الأندلس، ويستضيء الماشي بسراجها من على بعد عشرة أميال، وبلغ عدد سكانها حوالي المليون نسمة بينما كانت أكبر مدينة في أوروبا لا يزيد سكانها عن ربع مليون نسمة، وكان عدد حماماتها العمومية ومرافقها وبيوتها حوالي 283000، وبلغ عدد قصورها ثمانون ألفا، وكان فيها مئة وسبعون إمرأه كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفي، وتحتوي المدينة على خمسين مستشفى، وفيها ستمئة مسجد ومن أهم مساجدها مسجد قرطبة، الذي لم يوجد له مثيل أو نظير في الفخامة والزخرفة وروعة البنيان.

يحيط بالفندق مدينة حديثة فسيحة الشوارع، منظمة الأسواق فيها ممشى طويل مزروع على جانبيه أشجار النخيل والزيتون والحمضيات، ولا عجب أن الناس من الشبع لا يغريهم البرتقال الواقع على الأرض.

ليل قرطبة، ياه ما اجمل ذاك الليل، نسيم بارد عليل يبعث في النفس كل مشاعر الحب والعشق فعلا أنه ليل عشاق، تراهم تحت الأشجار وفوق المقاعد يدندنون شعر "ولادة بنت المستكفي" بألحان "زرياب" .

بتنا ليلتنا تلك، وصبحنا والحمد لله بخير وعافية، على موائد متنوعة من الطعام؛ فهذا أوروبي وذاك أسباني عربي وغيره من خيرات الأرض وبركات السماء.

ودعنا الفندق إلى الحافلة ثم الى الجامع الكبير وما حوله من آثار مباركة شهدت تاريخ طويل من العز والكرامة و سنين من الموت والتشريد، قبل دخولنا الى الجامع - الذي يفتح أبوابه الساعة الثانية ظهرا بسبب أن اليوم كان عطلة - تجولنا لاكتشاف ما حوله من متاحف، متحف قلعة "كالاهورا" تقع مقابل الجامع يربطهما جسر قديم يطلق عليه "الجسر الروماني" يمر تحته نهر، وهو ما يسمى الوادي الكبير، في هذا المتحف تصوير صوتي عن تاريخ المدينة و بعض الرموز الإسلامية والنصرانية، كما يحوي الطابق الثاني منه مجسم جميل للجامع، و مجسمات تحكي عن الحياة في المدينة من خلال بيوتها ذات الصحن الداخلي المحيط به الغرف يتوسطه نافورة ماء، وأيضا مجسمات عن أسواقها ومزارعها وطرق استجلاب الماء، كما زينت "روزناتها" بالآلات الموسيقية العربية كالعود والدف والناي، وعلق على جدران القلعة السجاد الشرقي الحريري المنسوج بالزخارف الإسلامية والألوان الزاهية.

يوفر المتحف خدمة الدليل الآلي بجميع اللغات الشهيرة ومن ضمنها اللغة العربية، القلعة بناها المسلمون إبان حكمهم للأندلس وهي ذات طابع عسكري لحماية مدينة قرطبة قبل دخول الجسر الروماني.

سبقني صاحبي إلى الجامع وقام بشراء تذاكر الدخول (عشرة يورو لكل تذكرة)
يرجع تأسيس مسجد قرطبة إلى سنة 92 هـ عندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة الخلافة الأموية في الأندلس، حيث شاطر المسلمون المسيحيين قرطبة كنيستهم العظمى، فبنوا في شطرهم مسجداً وبقي الشطر الآخر للروم، وحينما ازدحمت المدينة بالمسلمين وجيوشهم اشترى عبد الرحمن الداخل شطر الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد بناء ما تمّ هدمه من كنائسهم وقت الغزو، وقد أمر عبد الرحمن الداخل بإنشائه سنة 785م وكانت مساحته آنذاك 4875 متراً مربعاً وكان المسجد قديماً يُسمى بجامع الحضرة أي جامع الخليفة أمّا اليوم فيُسمى بمسجد الكاتدرائية وتعرف من قبل سكان قرطبة باسم كاتدرائية مسكيتا وكلمة مسكيتا تعني مسجد. أهم ما يميز هذا الجامع ويجعله فريدا في تاريخ الفن المعماري أن كل الإضافات والتعديلات وأعمال الزينة، كانت تسير في اتجاه واحد وعلى وتيرة واحدة، بحيث يتسق مع شكله الأساسي.

طابور طويل من السياح القادمين من مختلف بقاع الأرض، صاحبي كان من أوائل الواقفين فيسر ذلك لنا الدخول بدون تعب، أعمدة المسجد لا تزال كما هي من الرخام والنقوش، والمزركشات الإسلامية تزين أقواسها، المحراب لم تندسه أيدي الاسبان إلا أنهم بنوا داخل الجامع كنيسة واغدقوا عليها من التماثيل المذهبة الكثير، و الغرف الخاصة بالكهنة، في المسجد تأخذك رهبة وروحانية حتى مع ضجيج الزوار تشعر بأنك في عام  175هـ حين كانت جموع المصلين تتردد على المسجد من راكع وساجد وذاكر وكأن المكان يحمل بين أرجائه أرواح الصلوات الطيبات.

الصحن الخارجي للمسجد عبارة عن حديقة غناء بمختلف الأشجار المثمرة كالتفاح والبرتقال والزيتون بالإضافة الى النخيل، وفيه حوض ماء يتفرع في سواق والتي كانت مواضئ فيما مضى.

انتقلنا من المسجد الى الحارة القديمة؛ ببيوتها العربية وأزقتها المترفة بالأحجار المرصوصة، قد حول بعضها الى فنادق ومقاه ومحلات تبيع التذكارات، بعض البيوت لها تاريخ فمنها بيوت كانت لعلماء وشعراء وادباء عاشوا ذاك العصر الذهبي.
يوجد على مسافة 10 كيلو متر  من قرطبة مدينة أسمها "الزهراء" بناها الخليفة الأموي في الأندلس عبدالرحمن الناصر وفيها قصور أهمها قصر "المؤنس"، ومع تغير الأحوال وتقلب الزمان هجرت المدينة ولم يبقى منها غير أطلالها ونظرا لضيق الوقت لم نتمكن من زيارتها، فقد كان قطار  "غرناطة" ينفخ بوقه مناديا المسافرين.

صور لمدينة مدريد

محطة قطار مطار مدريد الدولي

الاستعراضات الليلة في ساحة بوبرتا ديل سول


الساحة الكبرى

محطة قطارات أتوتشا

محطة أتوتشا من الداخل

حديقة ريتيرو

شارع جران فيا

تمثار يرمز لأهمية عامل النظافة


نافورة الماء الجميلة في ساحة اسبانيا

تمثال "فوينتى دي لا سيبيليس 

معبد ديبود 

بوابة النصر في مدريد

تجمع الاسبان لبداية المظاهرات ضد انفصال برشلونة

متحف برادو

تقام في ساحة اسبانيا اسواق وهنا جزء من اسواق مغربية وتونسية

الأربعاء، 1 أغسطس 2018

رحلتي إلى اسبانيا: مدينة مدريد


مدريد

مدريد قلب اسبانيا النابض بالحب والفن، مدينة تعشقها صباحا لتنام في حضنها مساءا، وصلنا إليها مساء يوم السبت الموافق 28 أكتوبر 2017م عبر أجنحة الطائر السويسري الذي حط في مطار مدريد الدولي"باراخاس" ومن المطار ركبنا قطار الانفاق المزدحم بالركاب من كل عرق ولون ولسان، وما هي دقائق حتى وصلنا محطتنا المقصودة، في محطات قطار الانفاق الاسباني تحتاج الى مساعدة اذا كانت المرة الأولى لك ولحسن الحظ ان شركة القطارات موفرة موظفين لخدمة الزبائن وتوجيهم الى محطاتهم المنشودة.
محطتنا كانت في وسط مدريد، وصلنا والليل قد نشر مظلته المزينة بالكريستال على المدينة، والنسائم الباردة تأتيك بالعطور الناعمة، وما هي لحظات حتى وصلنا الفندق، وبعد استراحة قصيرة جدا، خرجنا لاكتشاف عالم جديد.

 المعروف حالياً أن أصل اسم مدريد أتى من القرن الثاني قبل الميلاد، وبنيت في الإمبراطورية الرومانية لمستوطنة على ضفاف نهر مانزاناريس، اسم القرية الأولى كان ماتريس "Matrice" على اسم النهر،وفي القرن السابع سيطر المسلمون على شبه الجزيرة الأيبيرية وتغير الاسم لـ"مجريط"، أخذ من العربية مصطلح "مجرى" ومن الرومانى الأيبيري "أيط" بمعنى "مكان". الاسم الحديث "مدريد" تطور من المزاربي ماتريت Mozarabic "Matrit"

كانت ساعة الكاتدرائية تشير الى الثامنة مساءا، ولكن الجو العام كـأنه الصبح من حيث أن المحال والمقاهي فاتحة أبوابها، وامواج من البشر المتلاطمة تموج في شوارعها،  سمعنا أصوات الموسيقى والطبول تقرع قريبا منا فتوجهنا إليها لننظر ما لها، فإذا نحن
في ساحة "بوبرتا ديل سول" ساحة تنبض بالحياة والفن والجمال حيث يتجمع الألآف ليلا لمشاهدة 
العروض العفوية من قبل الفنانين من مختلف الاعمار يقيمون حلقات الرقص والاهازيج، وهناك أيضا من تنكر بالملابس الغريبة أو ملابس الابطال الخارقين كما في الأفلام السينمائية والحقيقة انهم يقومون بالتسول ولكن بطريقة فنية 

مدريد مدينة سياحية بامتياز، لذا لن تحتار أين تذهب سواء بالليل ام بالنهار، والمطاعم والمقاهي متعددة الذوائق وفيها ما تشتهيه الانفس، اخترنا مطعما قد وضع طاولاته بجانب الطريق يقدم أنواع المأكولات فاخترنا اكله شبيهة باللزانيا قال صاحب المطعم انها اكلة اسبانيه، الجميل في مثل هذه المطاعم والمقاهي انك تستمع بالأكل ومنظر البشر من كل بلاد العالم حولك يحرك فيك الشهية .

 وتطبيقا للمثل القائل "تعشا وتمشى" مشينا في شوارع مدريد القديمة وازقتها التاريخية، تعانقها البيوت الاثرية حتى تكاد تعصرها في بعض الأماكن، بيوتها من الأحجار ذات القطع المتوسط تنقسم الى طابقين أو ثلاثة، الطوابق العلوية ذات شرفات أنيقة تغازل روائح المطاعم وموسيقى المقاهي.

مشينا حتى وصلنا ساحة "بلازا مايور مدريد "plaza mayor de Madrid أو الساحة الكبرى وهي من اهم الاماكن السياحية في اسبانيا وأكبر الساحات في البلاد كلها.
تعتبر من اهم معالم مدريد قام بإنشائها الملك فيليب الثالث في القرن السابع عشر عام 1617 م لتكون ساحة لتنفيذ عمليات الإعدام ثم صارت بعدها ساحة لمصارعة الثيران.
 يتوسط الساحة الكبرى في مدريد تمثال الملك فيليب، تبلغ مساحتها 1 هكتار ويطل على الساحة 136 منزل و4377 شرفة لمشاهدة كل ما يدور في الساحة، حيث يعقد بها الاحتفالات الرسمية والتقليدية، ويحيط بها المباني والمعالم الدينية القديمة.

في الليل ينتشر الباعة المتجولون في الساحة وحولها لبيع السلع المقلدة واغلب هؤلاء الباعة من الدول الافريقية المهاجرين بطرق غير شرعية، وهم في معارك كر وفر مع البلدية والامن الاسباني.

 ثم رجعنا مرة أخرى الى ساحة " بوبرتا ديل سول " والتحمنا  مع مجمع البشر هناك، استمتاعا بالعروض الفنية والموسيقى المتنوعة حتى حان موعد النوم.

في صبيحة اليوم التالي وبعد تناول وجبة الإفطار اتجهنا الى محطة القطار "أتوتشا" وفي طريقنا مررنا بعدة شوارع ناعسة تغسل عيونها بأشعة الشمس الدافئة،من اهم شوارع التي مررنا بها شارع "غران فيا مدريد"  حيث يعتبر الشارع الذي لا ينام وجزء هام من المدينة الصاخبة فيه العديد من المعالم السياحية التي تستحق الزيارة.

 محطة أتوتشا للقطارات محطة كبيرة جدا عندما دخلناها اعتقدنا اننا في حديقة استوائية وذلك لكثر النباتات الاستوائية المزروعة داخلها بمساحة  4.000 متر مربع وهي مكان جميل للزيارة وقضاء الوقت بين حدائقها ومقاهيها، ففيها أكثر من 500 نوع من الحياة النباتية والبرك، ومتاجر ومقاهي ودرجة الحرارة 24 درجة مئوية.

القصد من ذهابنا الى المحطة هو حجز تذاكر السفر إلى قرطبة، غرناطة و أشبيلية، مرة واحدة وذلك أن قطارات اسبانيا تختلف عن قطارات ألمانيا، حيث أنها محددة بالعدد ولا مجال للركوب بعد اكتمال المقاعد، لذلك لابد ان تحجز مبكرا قبل أيام من سفرك وخصوصا للاماكن السياحية المشهورة وإلا لن تجد مقعدا في القطار .

خرجنا من المحطة الى محطة حافلات "hop on hop off" التي طارت بنا الى الأماكن السياحية في المدينة، كالمتاحف الفنية، الحدائق والقصور الاسبانية، وما فتأت قنواتها الاذاعية متعددة اللغات تدلنا على روعة مدريد، وكان لملعب   " سانتياغو بيرنابيو" نصيب من الوقوف والتصوير عنده، يقع الملعب في وسط مدريد، افتتح في 14 ديسمبر 1947وهو ملعب نادي ريال مدريد، يتسع الملعب حالياً لأكثر من 81 ألف مُتفرج، وهو يعد من أكبر الملاعب في إسبانيا وأوروبا.

صادف يوم زيارتنا تدفق مئات الاسبان الى الساحات الكبيرة متظاهرين ضد انفصال "برشلونة" مما اضطر سائق الحافلة الى تغيير مساره واختصاره بناءا على توصيات الشرطة التي قامت بإغلاق بعض الشوارع.

احدى محطات الحافلة معبد ديبود :
يقع بالقرب من حديقة القصر الملكي وهو معبد الاله ايزيس المصري منحته الحكومة المصرية الى اسبانيا اعترافا بجميلها لمساعدة اسبانيا لمصر في بناء السد العالي بأسوان وتم حفر المبنى القديم لمدة اربع سنوات مع النقوش السفلى التي تصور اّمون وإيزيس ويعتبر معبد ديبود واحدة من المعالم السياحية الأكثر غرابة.

بعد المعبد تأخذك الحافلة الى "ساحة اسبانيا" وهي من أشهر الساحات في مدريد واجملها يوجد في وسط الساحة تمثال "فوينتى دي لا سيبيليس "الذى يعتبر رمز للمدينة وهناك نافورة رائعة منحوتة من الرخام الأرجواني عن طريق فرانسيسكو ميشيل في 1780 ميلادية ويحيط بالساحة المباني التي شيدت على الطراز الكلاسيكي.

حديقة ريتيرو مدريد Buen Retiro Park الخضراء في وسط مدينة مدريد الإسبانية إحدى الوجهات السياحية، تبلغ مساحتها 1400 كيلومترًا. وهي معروفة باسم بالاسيو دي كريستال ديل ريتيرو ، أنشئت الحديقة في أواخر القرن التاسع عشر وقد صمم معظمها على الطراز القوطي وتعد من وجهات السياحة في مدريد الأكثر شعبية وهي مليئة بالمتاحف الجميلة مثل متحف برادو الذي توقفنا عنده قليلا لمشاهدة الأعمال الفنية تُعد الحديقة موطنًا لأكثر من خمسة عشر ألف شجرة والعديد من الزهور بالإضافة إلى شجرة السرو الصنبورية والتي يُعتقد أنها أقدم شجرة في إسبانيا حيث يُقدر عُمرها بنحو 400 عام.

ودائما الوقت لا ينتظر أحدا وقطارنا المتجه الى قرطبة ينادينا، فتوجهنا الى المحطة وتناولنا وجبة الغداء في احد مطاعمها، ثم صعدنا متن القطار ملوحين بالسلام على مدريد وأهلها الكرام.