شيانغ ماي
عاصمة الشمال، ولوحة من الجمال،
سافرت إليها عبر الطيران الذي حلق بنا على ارتفاع ثلاثين ألف قدم مستغرقا ساعة
وعشرون دقيقة من مطار بانكوك للطيران الداخلي (دون موينغ)، مطارها بسيط مثل بساطة
شعبها، بعد الراحة في الفندق والذي صادف انعقاد مؤتمر للتمريض فيه وسلطنة عمان
مشاركة بوفد من الممرضين العمانيين.
تعرف المدينة باسم وردة الشمال وهي ثاني أكبر
محافظة في تايلاند جالسة على ضفاف نهر بينج محاطة بتلال
خضراء وغابات غنَاء تتمتع بهدوء ومناخ جاف لطيف وثقافات متنوعة تجذب السائحين من
كافة أنحاء العالم، تحدها
محافظات "تشيانغ ري"، "لامبانغ"، "لامفون"، و
"ماي هونغ سون" ويحدها من الشمال مقاطعة "شان" في
دولة ميانمار.
اخذت عربة "التك تك"
لرؤية معالم المدينة القديمة والأسواق الشعبية، وصادق أيضا في ذلك اليوم احتفال
الورود حيث زينت عربات سيارة بمختلف أنواع الورود فاذا هي لوحة ملونة بألوان الطيف
ومعطرة بعبق الجوري والاقحوان والبنفسج واللوتس وباقات من الأزهار.
في المدينة سوق كبير يسمى "السوق
الليلي" عادة يفتح ابوابه وقت العصر حتى الساعة العاشرة ليلا، يباع فيه
الملابس الجاهزة والاحذية وغيرها من المنتجات التايلاندية كالتذكارات.
في اليوم التالي اخذنا جولة
سياحية الى جبال شاينغ ماي والشلالات المائية حيث تنخفض درجة الحرارة في المرتفعات
الجبلية لتصل الى 15 درجة مئوية، وتتميز الشلالات بقوة دفع الماء القادم من أعالي
الجبال وقد خصصت أماكن لالتقاط الصور و التمتع بجمال المناظر، مثل هذه الجولات
تستمر حتى العصر مع تناول وجبة الغداء والتي عادة ما تكون وجبات تايلاندية.
تغطي الجبال معظم أنحاء المحافظة، التي يخترقها نهر "بينج"
وهو واحد من أهم الأنهار المتفرعة من نهر "تشاو فرايا"، والذي ينبع
من جبال "شيانج داو"، هذا بالإضافة إلى العديد من الحدائق الوطنية مثل:
دوي إنثانون، دوي سويثب-بوي، ماي بنج، سري لانا، ماي فانج وشيانج داو.
قبل ان تسدل ستارة الليل على مسرح
المدينة تحركت لزيارة حديقة الحيوانات الليلية والمسماة "night safari" هذه
المرة اخذت تاكسي من نوع "بيك أب" التجوال في الحديقة وحيواناتها عن
طريق قطار صغير بصحبة دليل آلي يتكلم اللغة التايلاندية و الإنجليزية. رؤية
الحيوانات صعبة نوعا ما بسبب حلول الظلام، وما أن تنتهي جولة القطار تستقبلك أشعة
الليزر مشكلة صور مختلفة فوق سطح ماء البحيرة التي تتوسط الحديقة وتتراقص اشعة
الليزر بصحبة المقطوعات الموسيقية، ونصيحة لمن يأتي الى هذه الحديقة لابد أن يؤمن
طريق الرجعة الى الفندق لأنه بعد المساء لن تجد سيارات أجرة!
انتهت رحلتي الى وردة الشمال ذات
المناخ المعتدل المصحوب بالنسائم الباردة المعطرة برحيق الازهار، وأصبحت في مطارها ملوح لها والعين في شوق
لزيارتها مرة أخرى.