الاثنين، 19 مارس 2018

صور لمدينة هايدلبرغ


           منظر بديع لنهر نيكار والمنازل على ضفة النهر والبجع يسبح بسلام 

                  الجسر القديم الرابط بين ضفتي نهر نيكار والمؤدي الى القصر

                                                      مبنى قديم وقد حول الى فندق

                                           الشارع التجاري الجميل والمسمى بالممشى

                                                           قصر هايدلبرغ الشهير


                                       جامعة هايدلبرغ 

















































































الأحد، 18 مارس 2018

لوعة المشتاق


لوعة المشتاق

لا تداويني، ما للمبتلى دواء 
                  وما للدموع لدى المشتاق رداء

وما للفؤاد جابر إذا اللوع
                   باسم الحبيب تكلم وأكثر النداء

لا تعذب اللذات إذا ما 
                  اقتربت، صارت اللذات دواء

زدني بجمرك بين الضلوع
                   وأشرق بنورك ظلام الجلساء

فليس مثل نورك مهيمنا علي
                   قلبي وجسدي ونفسي الضماء 



السبت، 17 مارس 2018

رحلتي إلى بلاد الراين (4)


هايدلبرغ وبالألمانية Heidelberg 

كانت زيارتنا لهايدلبرغ غير مخطط لها مسبقا، وذلك أن خروجنا من الدرس في ذلك اليوم كان مبكرا تناولنا وجبة الغداء ثم اقترح أحد الزملاء زيارة هذه المدينة الواقعة على ضفتي نهر "نيكار"، جنوب غربي ألمانيا، في ولاية بادن-فورتمبيرغ، ولأن الرحلة بدون تخطيط، وصلنا الى مدينة مانهايم ومنها لم نعرف أي قطار نسلك فلم يكن لنا بد من سؤال بعض العرب المتواجدين في محطة القطار؛ دلنا احد الشبان المصريين "الجدعان" إلى القطار الصحيح، وصلنا الى المدينة والشمس تنازع الرمق والليل يسحب أشعتها ويرمي شبكته على ضفاف النهر، تجولنا في شوارعها الرئيسية، حتى إذا وقفنا ننتظر دورنا عند إشارات المرور سمعنا "شلة" خليجية صادرة من هاتف جوال، صبي لم يبلغ الحلم واخته أصغر منه قليلا، من دولة قطر، فسألنهما عن المدينة فدلانا على الطريق النهري والى القصر القديم وكذلك الشارع التجاري الممتد من أسفل القصر الى وسط المدينة والمسمى "الممشى".

 مشينا على ضفاف النهر حتى وصلنا الجسر الجديد ومنه قطعنا الى الضفة الأخرى ثم مشينا حتى "قصر هايدلبرغ" و هو أهم معلم في المدينة وموقعه مشرف عليها، شيد على ضفاف نهر نيكار، لا زالت بعض الأجزاء القديمة منه والتي تعود إلى قرون خلت شاهدة على أساليب العمران أثناء القرون الوسطى وعصر النهضة. يرجع تاريخ بناء القصر إلى القرن الثامن للميلاد، وتعود عواميد الجرانيت الأربعة والمنتصبة في باحة القصر إلى هذه الفترة. يحتضن جناح "أوتو هاينريش" متحفا للصيدلة، وفي أحد الأقبية العديدة المتواجدة في الطوابق الأرضية، يوجد برميل هايدلبرغ الشهير (Großes Fass)، والمصنوع لحفظ الخمور.

عودتنا كانت عبر الشارع التجاري الجميل المسمى بالممشى وهو شارع واسع على جانبيه محلات تجارية ومطاعم ومقاهي والحركة فيه كبيرة، حتى الساعة الثامنة مساءا، بعدها تعود الطيور إلى اعشاشها وتطفئ المحال سراجاتها، تناولنا في أحد مطاعم البيتزا التركية وشربنا اللبن المستورد من تركيا، وجبة قويت بها أجسادنا المتعبة من المشي واعطتنا طاقة لبعض الوقت.

تفتخر هايدلبرغ بجامعتها العريقة التي أنشئت في عام 1386م، وتُعتبر أقدم جامعة في ألمانيا وهِي واحدة من جامعات الامتياز في ألمانيا، وعضو مؤسس في جامعات الأبحاث الأوروبية وتتألف الجامعة من 12 كلية.

هايدلبرغ مدينة أنيقة؛ كسيدة في الخمسينات اتخذت من ضفتي نهر نيكار مقعدا لتحيك من أشعة الشمس الذهبية وأنوار القمر العاجية قمصان للزائرين و لتختار من الربيع أزهارا لتقدمها باقة للعاشقين، عبق الماضي السحيق في جدرانها الصخرية يلهم الذكريات لتبوح عن ايام الشبيبة بين البيوت الطينية المعجونة بعرق أباءنا واجدادنا.

وللقصة بقية .. 

صور للشوارع المحيطة بنزل كايا




 الشارع المؤدي إلى محطة القطار والذي يمر بالكنسية الكبيرة في الحي.



 منظر ليلي للشارع المقابل لبيت الضيافة - نزل كايا - 



الاستعداد لتناول وجبة الغدا في مطبخ النزل اذكر دعونا المحاضر ليشاركنا النكهة الخليجية ذلك اليوم






















السبت، 10 مارس 2018

رحلتي إلى بلاد الراين (3)


بيت الضيافة لصاحبه "كايا"



كانت إقامتنا في هذا البيت مدة ثلاثة أسابيع، فهو في الأصل بيت سكني ذو ثلاثة طوابق حول إلى بيت ضيافة، الطابق الأرضي عبارة عن مكاتب إدارية لصاحب النزل والموظفين كما توجد به غرفة صغيرة تستخدم للتدريب، وغرف السكن في الطابقين العلويين والمطبخ في القبو مع غرف غسيل الملايات.

أغلب سكان البيت من الطلبة والمغتربين الذين يلجؤون إليه لسعره المنخفض، وبما أنه بيت ضيافة فالمطبخ والحمامات مشتركة بين النزلاء، خلال إقامتنا في المكان وبحكم أننا نطبخ لأنفسنا تعرفنا على بعض الساكنين حيث كان المطبخ ملتقى النزلاء، فمن أكراد العراق إلى أقصى الغرب المكسيكي ومن الشمال الروسي إلى الجنوب الأفريقي، مع بعض الزهرات من فرنسا واسبانيا، مزيج من المكونات والطبخات، توابل الشرق تعانقت مع مخبوزات الغرب، وفرسان النهار  يتناوبون حراسة المطبخ مع جنيات الليل .

غرف النزل خاوية إلا من سرير وخزانة ملابس وطاولة وتلفاز يعرض القنوات الألمانية بشراهة، وقد تجد قناة أو قناتين تعرضان برامجهما باللغة الإنجليزية وإن كنت محظوظا فقد تزورك قناة عربية منشقة عن قناة فرنسية أو ألمانية.

أجبرتنا الليالي الباردة على التلحف بما لدينا من بطانيات وشراشف، واجبرتنا أيضا على الشكوى لصاحب النزل بأن يشغل التدفئة واستمرت الشكوى حتى وصلت الى مسامع مديرة البرنامج والمدربين حتى اذعن.

مرت الأيام بدفء شموسها ودموع سحاباتها، وذهبت الليالي بمرارة شوقها وصفير رياحها، ثلاثة أسابيع كنا سبعة أرواح تتلاقى وتتنافر، سبعة أجساد كل لديه حاجاته واحتياجاته، وما أخبر من السفر بمعادن الفتيان و صفات الرجال فهو يظهر لك الحقائق المدفونة ويفضح الأقنعة المرهونة.

وللقصة بقية ..


صور الرموز السياحية في مدينة مانهايم الالمانية



 برج الماء الشهير في مانهايم 




حديقة الورود المقابلة لبرج الماء 




























الاثنين، 5 مارس 2018

رحلتي إلى بلاد الراين "ألمانيا" (2)


برلينر بلاتز – Berliner Platz
عبارة عن حي تجاري يضم عددا من المجمعات والمحال التجارية، الوصول إليه عن طريق سيارات الأجرة والقطارات الصغيرة وأيضا الحافلات ولكن عليك التـأكد من مواعيد كل منها خصوصا عند الرجوع فكل قطار أو حافلة مواعيد محددة وهي لا تعمل بعد منتصف الليل، أما سيارات الأجرة فمتوفرة بالاتصال بها أو في الأماكن المخصصة لها وبطبيعة الحال فأن تسعيرة سيارات الأجرة مرتفعة جدا مقارنة مع المواصلات العامة.

كنا نذهب الى برلينر بلاتز للتسوق و الترفيه حيث يوجد مجمعان تجاريان كبيران الأول (Rhein-Galerie) بني على ضفاف نهر الراين الشهير ويتكون من ثلاثة طوابق كل منهما يحويان محال لعلامات تجارية شهيرة ومجموعة من المطاعم ذات النكهات المتعددة، أما المجمع الاخر (Rathaus-Center) وهو أقدم من الأول ويحوي بالإضافة الى المطاعم والمقاهي عددا محدودا من المحال التجارية الشهيرة.

كما توجد دار سينما تعرض غالبا الأفلام الألمانية و الغربية (الأمريكية) المدبلجة باللغة الألمانية، كذلك هناك عددا يسيرا من المطاعم التركية التي تقدم أطباق الشاورما والكباب.

في هذا الحي التجاري والاحياء المجاورة له لن يكون صعبا عليك سماع الكلام العربي من ألسنة مختلفة الأفواه فهناك المصري والشامي والشمال الأفريقي والعراقي والكردي، أما لاجئين أو طلبة أو داخلين البلاد تحت غطاء الظلام متخفين عن أعين الدرك، قدوتهم في ذلك أصحاب البشرة السوداء القادمين من أفريقيا الوسطى والذين لا تكاد تراهم حتى تفقدهم ثم تراهم مرة أخرى.

أخبرتنا الانسة ايكا ماريا، أن علينا زيارة عمدة المدينة وأن الموعد قد حدد لنا في صبيحة يوم غطأ السحاب شمسه و حركت الرياح أشجاره، فكان في استقبالنا نائب العمدة وبعض الموظفين وتحدثنا كل منا عن انطباعاته و أهدافه ومقاصده من هذه الزيارة، وتبادلنا بطاقات الاعمال وكان الخبز المحمص المصنوع على شكل دائرة تربط قطرها أصابع ملتوية تناثرت عليها حبيبات الملح (يعتبر هذا الخبز منتوجا أصيلا لمدينة (Ludwigshafen)  حسب وصفهم) .

انتهت زيارتنا لمبنى عمدة المدينة ثم اتجهنا إلى (Rathaus-Center) لشراء بطاقات الهاتف النقال، الذي يلزم إثبات الهوية بجواز السفر والعنوان لفتح الخط، بعدها تجولنا في الحي وارتشفنا القهوة في أحد المقاهي المعروفة بعروبيتها من خلال ما تقدمه من "أرجيلة" وأغاني شرقية.

منطقة برلينا بلاتز تقع مقابلة لمدينة مانهايم في الضفة الشرقية لنهر الراين، وتعتبر مدينة مانهايم إحدى المقاصد السياحية والترفيهية للسياح ولنا كذلك؛ حيث كنا نذهب إليها بعد انتهاء التدريب الساعة الخامسة مساء نتجول في شوارعها وساحاتها وثم نعرج على أحد المطاعم الحلال لتناول وجبة العشاء.


مانهايم بالألمانية Mannheim تقع في جنوب غرب ألمانيا في ولاية بادن-فورتمبيرغ وتعتبر ثاني أكبر مدينة في الولاية بعد العاصمة شتوتغارت ويوجد بها 3 جامعات حكومية.

تشتهر مدينة مانهايم ببرج المياه العملاق المبني من الأحجار الرملية يبلغ علوه 60 مترا وينتصب بمحاذاة حديقة الورود مباشرة، التي تشكل هي الأخرى صورة توضع على البطاقات البريدية الخاصة بمانهايم. صمم كلاهما، البرج والحديقة، من قبل المهندس برونو شميتس من برلين، الذي تولى فضلا عن ذلك تصميم ساحة "فريدريش" بما في ذلك ألعابها المائية.

استغرقنا أربع ساعات من التجوال في شوارع وساحات مدينة مانهايم ، شوارع فسيحة نظيفة، وممرات للمشاة مريحة محاطة بأبنية ذات طراز أوروبي متساوية الارتفاع، الطوابق الأرضية محلات تجارية متنوعة ومطاعم مختلفة الاذواق ومخابز متعددة النكهات، ويوجد في المدينة ساحة كبيرة للاحتفالات تتوسطها نافورة محفور في وسطها تماثيل، ويجذبك برج الماء الحجري الذي اصبح الان مزارا سياحيا، يشرف على حديقة خضراء مرصعة بالورود والازهار، وقنوات للماء كبيرة يروح الماء فيها ويرجع إليها مشتاقا، اذكر بأننا اخذنا صور كثيرة ذلك اليوم، ومشينا طويلا ولم نجد ملاذا للراحة إلا المقاهي المزدهرة فشربنا الماء وتذوقنا البوظة الألمانية ذات الشعر الكثيف كأنها حورية خرجت من "الراين" فأنسال الماء من شعرها ملامس شفاهنا.

ليل مانهايم بارد مع بداية الشتاء في أيلول/سبتمبر، والمدينة نشطة الحركة عند موعد تناول العشاء حيث تعج المطاعم بالجوعى أذكر اننا انتظرنا خارجا حتى تفرغ طاولة، والحقيقة أن الأمر يستحق الانتظار، مطعم الكباب التركي والمشويات المتنوعة والشاورما المعلقة بين سندان النار وسيف الطاهي، منظر يلهب جمرة الجوع ويشحذ السواعد لمعركة البقاء .


رجعنا بطانا وشكرنا الواهب المنان على نعمائه فليس كل البشر المنتشرين في تلك المدينة يحصلون على ذلك الطعام، ولا يتدثرون بالشراشف الصوفية كالتي في نزل "كايا".
وللقصة بقية ...

رحلتي إلى بلاد الراين ألمانيا



















حي (Friesenheim) حيث مقر النزل الذي أقمنا فيه وهو حي سكني بامتياز.
















نهر الراين التقاطة من الضفة المقام عليها المجمع التجاري (Rhein-Galerie)

الأحد، 4 مارس 2018

رحلتي إلى بلاد الراين "ألمانيا" (1)

ألمانيا، كانت من الدول التي سمعت عن جمالها، وأقاويل من هنا وهناك، إلا أن موضوع التأشيرة (فيزا) يزعجني لذا كل سفراتي السابقة كانت الى دول شرق آسيا والشرق الأوسط، وبعض الدول التي تمنح تأشيرة لدى الوصول.

في إحدى أيام العمل العادية ورد إلى مكتبنا طلب تسمية أحد الموظفين للمشاركة في دورة تدريبة على نفقة "جمهورية ألمانيا" وبقدر ما كان الأمر مستعجلا إلا أن شعور بالرغبة الى السفر قد ساورني ببطء، وبقدر ان الأمر سيطول من حيث الروتين الذي يتطلب إحالة الموضوع إلى عدة جهات لترشيح من يرونه مناسبا فقد كتمت تلك الرغبة .
في ذلك اليوم كنت آخر الموظفين خروجا من المكتب فمررت على المواضيع الخارجة كالعادة فكانت المفاجأة أنى المرشح لحضور الدورة التدريبية فحمدت الله تعالى وشكرت المسؤولين في اليوم التالي.

لم يكن البحث عن ألمانيا صعبا بفضل محركات البحث على شبكة الانترنت، في حقيقة الامر كان ممتعا، وما هي إلا أيام قليلة وقد حصلت على التأشيرة (شينجن) التي تمكنك من زيارة دول الاتحاد الأوروبي، وهأنا على مقعد الطائرة المتجهة إلى مطار (فرانكفورت) والتي وصلنا إليها الساعة السابعة صباحا يوم الأحد الموافق 2017/9/10.

اخذتنا مديرة البرنامج في جولة تعريفية في أحياء مدينة (لودفيغسهافن) (Ludwigshafen) التابعة لولاية "راينلند بالاتيناتوكان يوما مشمسا، تداعب فيه النسمات الباردة خيوط الشمس الذهبية، جولتنا بدأت من الحي الذي استقرت رحالنا فيه، ثم اتجهنا الى محطات القطار الصغير المسمى "المترو" تعلمنا كيفية قطع التذاكر من خلال الماكينات المبعثرة في كل محطة، وعرفتنا على بعض المطاعم الحلال وهي تركية في الغالب، موظفيها من الجاليات العربية السورية والعراقية، بعدها ذهبنا لتناول الغداء في مطعم ألماني ذو نكهة أصيلة وفق وصف المديرة، كنا سبعة؛ سيدتان الأولى تجاوزت الأربعين عاما والأخرى فتاة في العشرينات وكنا نحن الشباب خمسة مختلفي الأعمار إلا أن الشعر الأبيض جعل مني أكبرهم سنا.

"لودفيغسهافن" بالألمانية Ludwigshafen  هي مدينة ألمانية في ولاية راينلاند بالاتينات وتقع على الراين على الضفة المقابلة لمدينة مانهايم، وتشتهر المدينة بصناعاتها الكيميائية, وهي المكان الذي ولد فيه المستشار الألماني السابق هلموت كول والفيلسوف ارنست بلوخ.

خلال الحرب العالمية الأولى كانت لودفيغسهافن تمثل مفتاح اقتصاد ألمانيا أثناء الحرب، لذا تعرضت لقصف شديد أثناء الحرب العالمية الثانية من قبل قوات التحالف, حيث ألقيت عليها حوالي 13000 قنبلة خلال 121 غارة منفصلة.

كان وصولنا الى فرانكفورت متقدما عن الموعد المحدد بحوالي نصف ساعة، فاتخذنا من احدى قاعات المطار ملاذا عن البرد الذي كان يتلصص علينا من فينة الى أخرى عن طريق الباب الكهربائي ، وكأنه ينتظر خروجنا ليضمنا مستقبلا، وما هي إلا دقائق حتى وصلت مديرة البرنامج الانسة (ايكيا ماريا) بولندية النسب ألمانية الجنسية، وما هي ثوان حتى تلحفنا بتلك النسمات الباردة ورشات المطر، نجر خلفنا حقائبنا الملأ بالدثور و صنوفا من الأطعمة العمانية والبهارات الهندية وحليب "أبو قوس" و "نيدو" .

قطعنا المسافة من بوابة المطار إلى الحافلة هرولة تارة ومشيا سريعا تارة أخرى مستنجدين بالسائق أن يقدم حافلته، فدخلنا قفزا وقعدنا سقطا، وانطلقت الحافلة إلى (لودفيغسهافن) محل إقامتنا، الطريق إليها يمر بغابات خضراء من شجر البلوط والمطاط والصنوبر وغيرها من الأشجار الكثيفة، ومررنا بمروج منبسطة يزرع فيها أعلاف الحيوانات، والذي شد انتباهنا أن الطريق خال من أعمدة الإنارة ولم نسأل حينها عن السبب فالكل كان ممسكا بهاتفه إما تصويرا أو مراسلا أهله وأحباءه، والبعض مستمتعا بالمناظر الجميلة.

ومن ضمن المشاهدات التي مررنا عليها قاعدة عسكرية أمريكية أقيمت بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

راينلند بالاتينات  وبالألمانية (Rheinland-Pfalz) وتنطق راينلاند بفالز، هي إحدى ولايات ألمانيا الستة عشر، عاصمتها مدينة ماينس، التي اشتهرت بكونها مدينة غوتنبيرغ، مخترع الطباعة.
تقع راينلند بالاتينات في غرب ألمانيا يحدها كل من فرنسا، بلجيكا، لوكسمبورغ والولايات شمال الراين-فيستفالن، سارلاند، هسن وبادن-فورتمبيرغ.

تمر في الولاية أنهار الراين، موزل و سار ولان، والتي تستخدم للملاحة النهرية. في الشمال الغربي تمتد جبال ايفيل وفي الجنوب تقع سلسلة جبال هونزروك، والهضاب الجنوبية بالولاية تسمى غابات البفالز.

تقسم الولاية إلى 24 دائرة قروية و 12 دائرة مدنية، "ماينس" هي أكبر مدينة بالولاية وهي العاصمة، وهناك مدن أخرى كبيرة مثل كوبلنس، كايزرسلاوترن، ترير ولودفغسهافن.
اقتصاد الولاية يعتمد بالأساس على الزراعة؛ حيث تشغل 37% من أراضيها، وتشتهر راينلند بالاتينات بإنتاج العنب بحوالي 65% من إنتاج ألمانيا. كذلك تتخذ شركة باسف (BASF) للكيماويات من لودفغسهافن مقراً لها، كما توجد مصانع لشركة السيارات أوبل في كايزرسلاوترن.

يوجد في الولاية 6 جامعات و13 معهد تطبيقي ومعهد واحد للإدارة، من أهم الجامعات: يوهانس غوتنبيرغ  في العاصمة ماينس وكايزرسلاوترن التقنية وترير وكوبلنس-لينداو.
في بداية شهر فبراير/شباط من كل سنة تقام في مدينة ماينس المهرجانات التنكرية الشهيرة.أشهر الأندية الكروية: اف سي كايزرسلاوترن واف سي فاو ماينس.

للأسف لم يتسنى لنا رؤية عاصمة الولاية "ماينس" في يوم وصولنا وذلك أن الحافلة سلكت الطريق السريع الذي يمر خارج المدن، وبعد ساعة لاحت لنا ملامح مدينة (لودفيغسهافن) المحصنة بأبراج التهوية لشركات الصناعات الكيميائية، فكان دخولنا إليها من الشمال وما أسهل المرور ذلك اليوم بسبب انه وافق يوم الأحد عطلة رسمية والمدينة تغط في نوم عميق والسكون يخيم على أرجائها إلا من صوت العصافير والنسيم البارد.

دخلنا الحي المسمى "فرايسنهيم" (Friesenheim) خلسة، وكان صاحب النزل "كايا" وهو تركي الأصل ألماني الجنسية، في استقبالنا، سلمنا مفاتيح الغرف وتعرفنا على تفاصيل السكن، وبعد استراحة وجيزة تحلقنا حول الانسة "ايكا ماريا" التي اخذتنا في جولة تعريفية ... .

وللقصة بقية ..