الاثنين، 5 مارس 2018

رحلتي إلى بلاد الراين "ألمانيا" (2)


برلينر بلاتز – Berliner Platz
عبارة عن حي تجاري يضم عددا من المجمعات والمحال التجارية، الوصول إليه عن طريق سيارات الأجرة والقطارات الصغيرة وأيضا الحافلات ولكن عليك التـأكد من مواعيد كل منها خصوصا عند الرجوع فكل قطار أو حافلة مواعيد محددة وهي لا تعمل بعد منتصف الليل، أما سيارات الأجرة فمتوفرة بالاتصال بها أو في الأماكن المخصصة لها وبطبيعة الحال فأن تسعيرة سيارات الأجرة مرتفعة جدا مقارنة مع المواصلات العامة.

كنا نذهب الى برلينر بلاتز للتسوق و الترفيه حيث يوجد مجمعان تجاريان كبيران الأول (Rhein-Galerie) بني على ضفاف نهر الراين الشهير ويتكون من ثلاثة طوابق كل منهما يحويان محال لعلامات تجارية شهيرة ومجموعة من المطاعم ذات النكهات المتعددة، أما المجمع الاخر (Rathaus-Center) وهو أقدم من الأول ويحوي بالإضافة الى المطاعم والمقاهي عددا محدودا من المحال التجارية الشهيرة.

كما توجد دار سينما تعرض غالبا الأفلام الألمانية و الغربية (الأمريكية) المدبلجة باللغة الألمانية، كذلك هناك عددا يسيرا من المطاعم التركية التي تقدم أطباق الشاورما والكباب.

في هذا الحي التجاري والاحياء المجاورة له لن يكون صعبا عليك سماع الكلام العربي من ألسنة مختلفة الأفواه فهناك المصري والشامي والشمال الأفريقي والعراقي والكردي، أما لاجئين أو طلبة أو داخلين البلاد تحت غطاء الظلام متخفين عن أعين الدرك، قدوتهم في ذلك أصحاب البشرة السوداء القادمين من أفريقيا الوسطى والذين لا تكاد تراهم حتى تفقدهم ثم تراهم مرة أخرى.

أخبرتنا الانسة ايكا ماريا، أن علينا زيارة عمدة المدينة وأن الموعد قد حدد لنا في صبيحة يوم غطأ السحاب شمسه و حركت الرياح أشجاره، فكان في استقبالنا نائب العمدة وبعض الموظفين وتحدثنا كل منا عن انطباعاته و أهدافه ومقاصده من هذه الزيارة، وتبادلنا بطاقات الاعمال وكان الخبز المحمص المصنوع على شكل دائرة تربط قطرها أصابع ملتوية تناثرت عليها حبيبات الملح (يعتبر هذا الخبز منتوجا أصيلا لمدينة (Ludwigshafen)  حسب وصفهم) .

انتهت زيارتنا لمبنى عمدة المدينة ثم اتجهنا إلى (Rathaus-Center) لشراء بطاقات الهاتف النقال، الذي يلزم إثبات الهوية بجواز السفر والعنوان لفتح الخط، بعدها تجولنا في الحي وارتشفنا القهوة في أحد المقاهي المعروفة بعروبيتها من خلال ما تقدمه من "أرجيلة" وأغاني شرقية.

منطقة برلينا بلاتز تقع مقابلة لمدينة مانهايم في الضفة الشرقية لنهر الراين، وتعتبر مدينة مانهايم إحدى المقاصد السياحية والترفيهية للسياح ولنا كذلك؛ حيث كنا نذهب إليها بعد انتهاء التدريب الساعة الخامسة مساء نتجول في شوارعها وساحاتها وثم نعرج على أحد المطاعم الحلال لتناول وجبة العشاء.


مانهايم بالألمانية Mannheim تقع في جنوب غرب ألمانيا في ولاية بادن-فورتمبيرغ وتعتبر ثاني أكبر مدينة في الولاية بعد العاصمة شتوتغارت ويوجد بها 3 جامعات حكومية.

تشتهر مدينة مانهايم ببرج المياه العملاق المبني من الأحجار الرملية يبلغ علوه 60 مترا وينتصب بمحاذاة حديقة الورود مباشرة، التي تشكل هي الأخرى صورة توضع على البطاقات البريدية الخاصة بمانهايم. صمم كلاهما، البرج والحديقة، من قبل المهندس برونو شميتس من برلين، الذي تولى فضلا عن ذلك تصميم ساحة "فريدريش" بما في ذلك ألعابها المائية.

استغرقنا أربع ساعات من التجوال في شوارع وساحات مدينة مانهايم ، شوارع فسيحة نظيفة، وممرات للمشاة مريحة محاطة بأبنية ذات طراز أوروبي متساوية الارتفاع، الطوابق الأرضية محلات تجارية متنوعة ومطاعم مختلفة الاذواق ومخابز متعددة النكهات، ويوجد في المدينة ساحة كبيرة للاحتفالات تتوسطها نافورة محفور في وسطها تماثيل، ويجذبك برج الماء الحجري الذي اصبح الان مزارا سياحيا، يشرف على حديقة خضراء مرصعة بالورود والازهار، وقنوات للماء كبيرة يروح الماء فيها ويرجع إليها مشتاقا، اذكر بأننا اخذنا صور كثيرة ذلك اليوم، ومشينا طويلا ولم نجد ملاذا للراحة إلا المقاهي المزدهرة فشربنا الماء وتذوقنا البوظة الألمانية ذات الشعر الكثيف كأنها حورية خرجت من "الراين" فأنسال الماء من شعرها ملامس شفاهنا.

ليل مانهايم بارد مع بداية الشتاء في أيلول/سبتمبر، والمدينة نشطة الحركة عند موعد تناول العشاء حيث تعج المطاعم بالجوعى أذكر اننا انتظرنا خارجا حتى تفرغ طاولة، والحقيقة أن الأمر يستحق الانتظار، مطعم الكباب التركي والمشويات المتنوعة والشاورما المعلقة بين سندان النار وسيف الطاهي، منظر يلهب جمرة الجوع ويشحذ السواعد لمعركة البقاء .


رجعنا بطانا وشكرنا الواهب المنان على نعمائه فليس كل البشر المنتشرين في تلك المدينة يحصلون على ذلك الطعام، ولا يتدثرون بالشراشف الصوفية كالتي في نزل "كايا".
وللقصة بقية ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق