السبت، 10 مارس 2018

رحلتي إلى بلاد الراين (3)


بيت الضيافة لصاحبه "كايا"



كانت إقامتنا في هذا البيت مدة ثلاثة أسابيع، فهو في الأصل بيت سكني ذو ثلاثة طوابق حول إلى بيت ضيافة، الطابق الأرضي عبارة عن مكاتب إدارية لصاحب النزل والموظفين كما توجد به غرفة صغيرة تستخدم للتدريب، وغرف السكن في الطابقين العلويين والمطبخ في القبو مع غرف غسيل الملايات.

أغلب سكان البيت من الطلبة والمغتربين الذين يلجؤون إليه لسعره المنخفض، وبما أنه بيت ضيافة فالمطبخ والحمامات مشتركة بين النزلاء، خلال إقامتنا في المكان وبحكم أننا نطبخ لأنفسنا تعرفنا على بعض الساكنين حيث كان المطبخ ملتقى النزلاء، فمن أكراد العراق إلى أقصى الغرب المكسيكي ومن الشمال الروسي إلى الجنوب الأفريقي، مع بعض الزهرات من فرنسا واسبانيا، مزيج من المكونات والطبخات، توابل الشرق تعانقت مع مخبوزات الغرب، وفرسان النهار  يتناوبون حراسة المطبخ مع جنيات الليل .

غرف النزل خاوية إلا من سرير وخزانة ملابس وطاولة وتلفاز يعرض القنوات الألمانية بشراهة، وقد تجد قناة أو قناتين تعرضان برامجهما باللغة الإنجليزية وإن كنت محظوظا فقد تزورك قناة عربية منشقة عن قناة فرنسية أو ألمانية.

أجبرتنا الليالي الباردة على التلحف بما لدينا من بطانيات وشراشف، واجبرتنا أيضا على الشكوى لصاحب النزل بأن يشغل التدفئة واستمرت الشكوى حتى وصلت الى مسامع مديرة البرنامج والمدربين حتى اذعن.

مرت الأيام بدفء شموسها ودموع سحاباتها، وذهبت الليالي بمرارة شوقها وصفير رياحها، ثلاثة أسابيع كنا سبعة أرواح تتلاقى وتتنافر، سبعة أجساد كل لديه حاجاته واحتياجاته، وما أخبر من السفر بمعادن الفتيان و صفات الرجال فهو يظهر لك الحقائق المدفونة ويفضح الأقنعة المرهونة.

وللقصة بقية ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق