السبت، 30 يونيو 2018

رحلتي الى بلاد الراين 10: برلين

برلين

من لم يرى برلين لم يزر المانيا، برلين بصفتها العاصمة السياسية للبلاد إلا أنها مع العمران الحديث المتسارع والتنظيم الممتاز وتوفر خدمات البنية التحتية من مواصلات بمختلف أنواعها، وتعدد ثقافات ساكنيها وزواج أوروبي شرقي مع غربي أثمر عن باقة ورد ذات ألوان وعطور متنوعة صنعت عطرا خاصا ذا لون مميز، من تعطر منه حن وعاود إليه،  وحتما برلين ستأسرك وترميك في حضنها عاشقا ولهان، ولا ريب ان جمال المدينة من جمال قلوب ساكنيها فالكل يحييك ويقدم لك المساعدة مع ابتسامة تعلو الوجوه.

أجريت عدة اتصالات وتواصل لمحاولة اشراك جميع الزملاء في رحلة برلين إلا أن تفاوت الرغبات وتباعد المسافات، سافرت مع الأخ العزيز "علي الكثيري" بالقطار وكما هو معلوم انه لا يوجد قطار واحد تستقله يأخذك الى وجهتك وانما تضطر الى التحويل من قطار الى اخر عبر محطات معينة، وصلنا برلين الساعة الثامنة مساء بعد عناء سبع ساعات ترحال وتنقل من محطة الى أخرى، وصلنا بترحيب سماوي خصيب ونسيم بارد، ولحسن الاختيار فقد كان الفندق قريبا جدا من محطة القطار حوالي ثلاث دقائق مشيا على الاقدام، دخلنا الغرفة واغتسلنا من نصب السفر وتدثرنا حتى الصباح .

في صبيحة اليوم التالي وبعد تناول وجبة الإفطار اللذيذ بتنوع مائدته الأوروبية، اتجهنا الى مكتب الترويج السياحي والمتواجد في نفس الفندق واشترينا منه تذاكر الحافلة ذات السقف المفتوح والمسماة (hop on hop off) والتي تتيح للسائح المرور بجميع الأماكن السياحية والنزول لزيارتها وثم الركوب مرة أخرى في نفس الحافلة او اخواتها والتي تمر على محطات محددة كل عشرين دقيقة.

فكانت أول محطة بوابة براندنبورغ:
تعد بوابة "براندنبورغ" ) Brandenburger Tor) من التحف المميزة كثيراً لبرلين وألمانيا، وهي رمز للمدينة والبوابة تحمل اسم ولاية براندنبورغ التي تحيط بولاية برلين وتقع في ساحة "باريسر"، بدأ بنائها عام 1788م حتى عام 1791م  وتحطم جزء منها في الحرب العالمية الثانية ثم أعيد بناء الجزء المحطم مرة أخرى، وبجوار البوابة من ناحية اليسار وضع نصب لثلاث حافلات ركاب بشكل عمودي في منظر صادم للمشاهد.
كان الجو ماطرا وباردا جدا بالنسبة إلينا نحن أبناء الصحراء فما كان من رفيق السفر إلا البحث عن غطاء للرأس واليدين "قفاز" لدرء لسعات البرد المحيط بنا.

المحطة الثانية مبنى البلدية:
يقع بالقرب من ساحة أليكسندربلاتز ) Alexanderplatz)، ويتميز بمعماره ذي القرميد الأحمر، الجزء المبني مسبقاً الموجود أمامه هو "نيبتونبرونين" Neptunbrunnen))، وهي نافورة تمثل مشهداً أسطورياً.

المحطة الثالثة مبنى الرايخستاغ:
هو المقر التقليدي للبرلمان الألماني، تم إعادة تجديده في خمسينيات القرن العشرين بعد الضرر الجسيم الذي لحق به أعقاب الحرب العالمية الثانية، قام المهندس المعماري نورمان فوستر (Norman Foster) بإعادة تصميمه في التسعينات من القرن العشرين مشكلاً قبة زجاجية فوق منطقة الجلسات، ويسمح للعامة الولوج المجاني إلى الإجراءات البرلمانية، وهناك أيضا مبنى الوزارة الفيدرالية وهو من أهم المباني في مقر الحكومة الحديث البناء. المبنى الأبيض هو جزء من باند ديس بونديس ) Band des Bundes) الذي يربط المباني الجديدة ببعضها ويخلق حوارا معماريا مع الرايختاغ مبنى البرلمان الألماني التاريخي.

المحطة الرابعة قصر شارلوتنبرغ:
قصر شارلوتنبرغ ) Schloss Charlottenburg) هو أكبر قصر في برلين والمبنى الوحيد في المدينة الذي يعود تاريخ بناءه إلى عهد عائلة الهوهينزوليرن Hohenzollern))، سمي تيمنا "بصوفي شارلوته" التي أصبحت ملكة بروسيا بعدما تزوجت "فريدريك" وهو أحد الرجال المسؤولين عن بنائه. يمكن للزوار مشاهدة أقسام المعيشة اليومية لفريديريك وصوفي شارلوت بالإضافة إلى المجموعة الفنية المذهلة التي تعود للقرن الثامن عشر، كما يتميز هذا القصر بهندسته الداخلية الرائعة وغرفه المتصلة ومعروضاته الفنية، صمم الديكور الداخلي فيه وفقاً لنمطي "الروكوكو" و"الباروك" المنتشران في تلك الحقبة، وتم إنشاء حديقة كبيرة خلف القصر مزينة بأشجار الليمون والنوافير تحيط بها غابة. كما تم بناء العديد من الأبنية في باحة القصر، مثل المسرح وسرادق متعددة الاستخدامات، تضرر القصر كثيراً إثر الحرب العالمية الثانية، لكن تمت إعادة ترميمه لاحقاً.
خلال ساعات النهار تقوم مجموعة من الممثلين بأداء أدوار الحرس الملكي في ذلك الزمان الغابر، ممتطين صهوة الخيول قارعين الطبول في مشهد لا تراه إلا في الأفلام.

المحطة الخامسة شارع 17 يونيو- حزيران:
تصل شارع 17 يونيو- حزيران ) Straße des 17. Juni) بوابة براندنبرغ وساحة أرنست-رويتر بلاتز ) Ernst-Reuter-Platz). سمي إحياءً لذكرى الثورة التي قامت في شرق برلين في 17 حزيران 1953م. في منتصف الطريق من بوابة براندنبرغ يقع "غروسر ستيرن" Großer Stern))، وهو جزيرة دائرية للمرور (دوار) وضع عليها عمود النصر ) Siegessäule).

المحطة السادسة برج التلفزيون:
يقع في ساحة "أليكسندربلاتز" Alexanderplatz)) في حي "ميتيه"  Mitte))، وهو ثاني أطول بناء في الاتحاد الأوروبي بطول يبلغ 368 متراً. تم بناؤه في العام 1969م، ويمكن رؤيته من معظم المناطق المركزية في برلين، من خلاله يمكن مشاهدة المدينة من ارتفاع 204 متر من على منصة المراقبة في البرج، كما يضم البرج مطعماً متحركاً. من هذه النقطة يتجه شارع كارل ماركس تجاه الشرق، حيث جادة مصفوفة بالأبنية التاريخية مصممة على النمط الاشتراكي الكلاسيكي الذي يعود على عهد ستالين (Stalin) في برلين الشرقية (سابقا).

المحطة السابعة ساحة جندارمنماركت:
هي ساحة مصممة على النمط الكلاسيكي الحديث في برلين والتي يعود اسمها إلى الاحتلال النابليوني، ويحيط بهذه الساحة كاتدرائيتان تمتلكان تصميماً مشابهاً وهما؛ الكاتدرائية الفرنسية Französischer) Dom) والكاتدرائية الألمانية Deutscher Dom))؛ بين هاتين الكاتدرائيتين تتموضع قاعة الحفلات Konzerthaus))، موطن أوركسترا سمفونية برلين.

المحطة الثامنة برلينر دوم:
هي كنيسة بروتستانتية تقع في جزيرة وسط نهر  شبريه ) Spree) على الجانب الآخر من موقع "برلينر شتادتشلوس" وبالقرب من "لوستغارتن"  Lustgarten))، الذي يضم سرداب كبير فيه بعض البقايا القديمة من إحدى العائلات الملكية البروسية. ومثل غيرها من الأبنية، تعرضت الكنيسة لضرر جسيم خلال الحرب العالمية الثانية.

المحطة التاسعة شارع فريدريش:
هو شارع برلين الأسطوري خلال العشرينات من القرن العشرين، ويضم تقاليد القرن العشرين مع فن العمارة الحديث القائم في برلين اليوم.
   
المحطة العاشرة جدار برلين:
في ليلة التاسع من نوفمبر عام 1989م، تم هدم جدار برلين على نحو غير متوقع بعد عدة أشهر من تسلل مواطني الجمهورية الألمانية الديمقراطية إلى الغرب عبر المجر والاتحاد السوفييتي، في تلك الليلة احتفلت برلين وباقي المدن الألمانية بهذا الحدث التاريخي، موقع الجدار وجزء منه موجود حتى الان، ويمكن للزائر رؤية آثار التحطيم عليه، ومن الداخل هناك اطلال للمباني الرسمية التابعة لحكومة برلين الشرقية، بجانب الجدار أنشي متحف يسرد تاريخ المدينة وما مرت به ابان الحقبة النازية، اخذنا جولة في المتحف وثم استرحنا على مقاعد المقهى الموجود فيه وارتشفنا القهوة والشاي الأخضر، اللذان فتحا الشهية لمناقشة فترة حكم هتلر من قبل رفيق السفر (علي الكثيري).

المحطة الحادية عشر تشيكبوينت تشارلي:
توجد في هذا المحطة نقطة تشارلي الشهيرة الفاصلة بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية سابقاً، ولا تزال النقطة التفتيش موجودة حتى الان بصفة رمزية حيث اخذنا صور تذكارية بجانبها كما يوجد في الجوار متحف هاوس أم تشيكبوينت تشارلي (Museum Haus am Checkpoint Charlie) 
يعرض معدات أصلية كانت قد استعملت من قبل أشخاص كانوا قد حاولوا الهرب من ألمانيا الشرقية.ويوجد أيضا أسلحة أوتوماتيكية استعملت عند الحدود، كما يمكن للزوار الاستماع إلى محاضرات عن حائط برلين الشهير وكيفية بناؤه وسقوطه لاحقا، ومحاضرات عن الشرطة السرية والنظام العدلي والمقاومة والهروب من الشرقية إلى الغربية.

وفي وسط الشارع رصف خط بالطابوق الأحمر (الانترلوك) يوضح تقسيم المدينة بين شرقي وغربي حيث يمكن الوقوف عليه ووضع قدم في الشرق وأخرى في الغرب.


تتميز برلين بعدد كبير من المنشآت الثقافية، والتي يتمتع العديد منها بشهرة واسعة في أرجاء العالم، إن الحيوية والتنوع الذين تتمتع بهما هذه الحاضرة قاد إلى مكانة دائمة التطور والتميز بين المدن الرئيسية الأخرى، المشهد الفني في المدينة متنوع كثيراً، فبرلين موطن لأكثر من 420 صالة عرض؛ وهذا جعل الكثيرين من الألمان الشباب والفنانين العالميين يختارون برلين مكاناً ليستقروا فيه على نحو دائم. فقد برزت برلين في أوروبا كمركز للشباب والثقافات الرائجة.

برلين المدينة الثقافية تتحدث عن وجهها الآخر وهو الترفيه، حيث يمكن استكشاف برلين باستخدام الدراجات الهوائية المتوفرة في أنحائها والتجول بها في الأسواق والحدائق والطرقات، كما توفر المدينة الدراجات الرياضية والقوارب المائية من الساعة العاشرة صباحا إلى العاشرة مساء. وإذا كنت من هواة السير على الأقدام ستتيح برلين لك الفرصة للتعرف على تاريخ المدينة ومن يرغب بالجولات الخاصة يوجد الكثير من الاختيارات التي يمكن طلبها قبل الوصول إلى برلين من الفنادق ومكاتب السياحة.

وتسطيع أيضًا أن تحلق في سماء برلين بارتفاع 150 متر عن سطح الأرض لرؤية المدينة بأكملها والتقاط الصور من البالونات الهوائية، بالإضافة إلى سوق فلي (Flea Market) الواقع على ضفاف نهر شبريه(Spree) الذي يعرض أفضل المنتجات وأرخص الأسعار في نهاية كل أسبوع من الساعة الخامسة إلى العاشرة مساءا ويمكن المساومة بالأسعار للحصول على أرخص الصفقات.

تنفرد برلين بوجود العديد من أماكن التسوق، بدءاً من شوارع التسوق الحضرية ذات الأجواء التقليدية القديمة وانتهاءً بالمراكز التجارية وشوارع التسوق الحديثة، كلٌ يمثل عالماً متميزاً له طابعه الخاص، إلا أن السمة المشتركة في هذه المراكز التجارية تتمثل في المزج بين المتاجر، والبوتيكات، والمطاعم، والمقاهي.

فمثلاً يعتبر شارع "كورفورستيندام" الأسطوري ( Kurfürstendamm)، الذي يسمى اختصاراً بشارع "كودام"  (Ku'damm)، من أكبر وأشهر أماكن التسوق في العاصمة الألمانية برلين، حيث يمتد من حديقة الحيوانات إلى منطقة "شارلوتنبورغ" على مساحة تبلغ نحو ثلاثة كيلومترات، وتصطف على جانبيه مبان تاريخية قديمة وفخمة، إلى جانب عدد من المحلات التجارية الكبيرة التي تبيع أشهر العلامات التجارية العالمية.

ويوجد في قلب برلين عدد كبير جداً من صالات العرض الفنية والمراسم والمتاحف المتنوعة، والتي تُظهر بشكل جلي المخزون الثقافي الذي تتصف به المدينة، وبالإضافة إلى المعارض العادية هناك أيضا الحفلات الغنائية والراقصة وحفلات القراء والمسرح.
برلين هي مدينة المتاحف حيث تستضيف كنوز الحضارات من جميع أنحاء العالم وأعمال لعظماء من الماضي والحاضر، وتعتبر جزيرة المتاحف  ( Museumsinsel) التي تقع في قلب برلين كنزاً من كنوز الإنسان واحد أهم معالم الاستقطاب للسياح والمواطنين، حيث تضم خمسة متاحف ذات شهرة عالمية واسعة، وتمثل أكبر تجمّع للمتاحف في أوروبا، إذ تحتوي على تراث لأجيال وعصور متعاقبة يزيد عمره على 6000 سنة، وقد تم إدراج هذه المنطقة على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ العام 1999م.

كان يوما حافلا ولولا المطر والبرد ما رجعنا الى الفندق، وما اخذنا قيلولة طويلة؛ ثم خرجنا مرة أخرى لاكتشاف معالم برلين الليلية، المضيئة بالأقمار الصناعية (المصابيح) والتسوق من متاجرها المتنوعة وتناول وجبة العشاء في مطاعمها المختلفة.

قضينا في برلين ليلتين كانتا من الاحلام فتحقق الحلم واصبحنا في محطة القطار بعد الإفطار قاصدين "نيوفييد" و "كوبلنز" الدافئتين.  




الأربعاء، 27 يونيو 2018

صور لمدينة نيوفييد

مرسى السفن والمراكب القديم

الشارع المؤدي الى محل اقامتي في نيوفييد
ضفة نهر الراين في نيوفييد

جلسة على البساط الاخضر 

مقر شركة لومان  

الممشى المحاذي لنهر الراين والمؤدي الى القصر ومركز المدينة التجاري

مركز المدينة التجاري


احد المهرجانات التجارية في المدينة

يمر في نهر الراين الكثير من سفن الشحن ناقلة البضائع ومواد البناء

جسر نيوفييد ويظهر التجديد فيه

مبنى قديم منذ عام 1921


تساقط اوراق الشجر 

الثلاثاء، 26 يونيو 2018

رحلتي الى بلاد الراين 9: مدينة نيوفييد

نيوفييد Neuwied

مدينة صغيرة على ضفاف نهر الراين الكبير، مدينة ريفية الأصل نبيلة الحسب والنسب، مفتخرة بمجدها الغابر، ارضها الخصبة منبت للخضروات وثمار التفاح الأحمر، بيوتها القرميدية تأخذك الى تلك العصور الفانية، تتفاخر "نيوفييد" بقصر أميرها الرابض على ضفة الراين وبينهما (القصر والنهر) مرسى للسفن والمراكب القادمة من انحاء البلاد لترسو قبالة شرفة القصر وعلى نظر الأمير وعائلته واحفاد احفاده الذين لا يزالون مستوطنين القصر الانيق، والمدينة محاطة بسور كبير تتخلله بوابات محروسة بالحديد .

اختيار هذه المدينة لم يكن محض صدفة من قبل القائمين على أمر الزيارة حيث انها تحتضن شركة (Lohmann & Rauscher) المتخصصة في صناعة المستلزمات الطبية والتي بحكم خبرتي في مجال الموارد البشرية بوزارة الصحة فهي الأنسب للتدريب الاداري، اذكر يوم اختيار المدن للتدريب كان يوما مشهودا مليئا بالمفاجآت والطرائف؛ مثلا حصل أحد الاصحاب على موقع للتدريب في مدينة كبيرة، والبعض الاخر وجد نفسه منفيا (على حد تعبيره) ومنهم من فقد عجلة حقيبته جراء التنقل الكبير بين محطات القطارات، والبعض عانى من مشقة الذهاب والعودة يوميا من السكن الى مقر التدريب.

وصلت المدينة عصرا عن طريق القطار القادم من محطة "كوبلنز" فأخذت سيارة اجرة – مكتب سيارات الأجرة ملاصق لمحطة القطار - اوصلني سائقها – سوري الأصل ألماني الجنسية – الى محل سكني المكون من غرفة نوم وصالة ومطبخ، ضمن فيلا سكنية لرجل ألماني سبعيني أسمه "ألفرد" يعيش هو وزوجته لوحدهما.

الشقة الانيقة جاورت نهر الراين، وسكة القطار ، وشركة (Lohmann & Rauscher) سابع جار، فكان روتيني اليومي النهوض باكرا للصلاة وتناول الإفطار ثم المشي تحت أشعة الشمس الدافئة حينا و رذاذ القطر حينا، وبينهما الغمام مسبحا رنينا، بعد التدريب اتفنن في إعداد الغداء، ثم اخذ قيلولة خفيفة، بعدها اقصد ممشى النهر مسامرا له، مصغ لعزف تياراته، مأسور لموسيقى طيوره و أمواجه، فكان لأبد من الجلوس على بساط ضفته الأخضر، صافنا متأملا إبداع الخالق سبحانه وتعالى.

في أيام العطل الأسبوعية أواصل المسير حتى مركز المدينة التجاري للتبضع والاستمتاع بالنهاريات المشرقة الدافئة، وقد يحالفني الحظ بمشاهدة احتفالات المدينة ببعض ايامها الوطنية أو مهرجاناتها التجارية؛ حيث يتم نصب خيام في ساحتها التجارية  يباع فيها بضائع لا تتوفر إلا في تلك المهرجانات.

مركز المدينة التجاري ليس بالكبير ولا بالصغير كأنه قد فصل قياسا لحجمها، ويضم محلات لعلامات تجارية مشهورة ومطاعم ومقاه متعددة، والمطاعم العربية متوفرة كذلك المطاعم الاسيوية، وهو ليس ببعيد عن محطة القطار التي تفصل بين البلدة القديمة والحديثة، وفي الحقيقة الأمر هناك تداخل وانسجام بين الحديث و القديم مشكلا لوحة معمارية فريدة.

من جهة جنوب المركز التجاري كنيسة المدينة وهي قديمة جدا ذات منارة طويلة بها ساعة دائرية الشكل بيضاء اللون، لا تزال تبث حساب الوقت لناظريها، والحافلات تسير رحلاتها المتواصلة لتربط الاحياء السكنية ببعضها بتكلفة مناسبة .

ملعب نادي نيوفييد الرياضي يقع في وسط غابة صغيرة بها ممرات للمشاة، كما يوجد في المدينة مسبح عام يحتوي على عدة احواض فهناك حوض سباحة للبالغين وغيره للأطفال مقابل رسوم مالية .

تعتز المدينة بجسرها الحجري القديم على نهر الراين، والذي تم ترميمه بشكل جميل يعكس جمال وروعة المدينة الهادئة الحالمة.

مزية مدينة نيوفييد وقوعها في منتصف الطرق الواصلة بين جنوب شرق و شمال غرب المانيا، وبالرغم من صغر حجم محطة القطار الا انه يمكن عن طريقها زيارة الكثير من المدن الألمانية الشهيرة مثل كولن وبون وديسلدورف و برلين وكذلك كوبلنز و فرانكفورت وغيرها.

قضيت في هذه المدينة حوالي شهر ونصف متسلحا ببرامج التواصل الاجتماعي ضد وحشة الليل وفي النهار  بالتدريب و زيارة المدائن، والجلوس على ضفة نهر الراين لمشاهدة شروق أو غروب الشمس راسما على صفحات ماءه  لوحة فنية بديعة جدا .

الخميس، 21 يونيو 2018

صور لمدينة دوسلدورف

منظر بديل لسفح الجبل المطل على دوسلدورف

ممر مائي يزين شوارع المدينة

" لطريق الى شارع "كو

كنيسة المدينة

قوس قزح يزين نافورة الماء وسط المدينة

احد متاجر الازيار الراقية في شارع "كو" الشهير

متجر لبيع الالات الموسيقية

مراكب السياح تنقل الزوار عبر نهر الراين

شارع "كو" المعروف بمحلاته المتخصصة في بيع البضائع الحصرية

نهر الراين 

سفينة شراعية قابعة في بحيرقرب نهر الراين

الأربعاء، 20 يونيو 2018

رحلتي الى بلاد الراين 8: مدينة دوسلدورف


دوسلدورف 

هي عاصمة ولاية شمال الراين  وإحدى أكبر مدن البلاد، وهي ثاني أهم مركز اقتصادي وعالمي في ألمانيا بعد فرانكفورت، يشق المدينة نهر الراين، عارض أشهر الأزياء وخصوصا في المناسبات والمعارض التجارية التي تقام فيها، ففي شهر تموز/يوليو من كل عام، يزور مدينة دوسلدورف أكثر من 4.5 مليون شخص لحضور معرض المتعة (Größte Kirmes am Rhein) الذي يعد من أشهر المعارض الترفيهية التي تنظّم فيها.

زيارتي للمدينة كانت في صبيحة يوم السبت الموافق 21/10/2017م، اخذت القطار من محطة "نيوفييد" (مقر سكني) مرورا بمدينة "كولن"، محطة قطار دوسلدورف كبيرة ومكتظة بالقادمين والمغادرين، وبها سوق متنوع المتاجر والمقاهي، ولها عدة أبواب للخروج ، قصدت احد الأبواب واذا بي في مواجهة مدينة كبيرة حديثة المباني نظيفة الشوارع جميلة التنظيم، ولأنها زيارتي الأولى لم اضع أماكن معينة للزيارة فتبعت السائحين حتى وصلت الى شارع كونيغسآله (Königsallee) والذي يعتبر من أهم الأماكن السياحية والتسويقية في ألمانيا ويعرف أيضا اختصارا بشارع "كو"يضم الشارع محلات البيع الحصرية للعطور والمجوهرات والملابس، كما يوفر كافة أنواع البضائع الفاخرة، ومن المعروف أنه في هذا الشارع عليك أن تطبق المقولة "انظر وكن محطاً للأنظار"، حيث يميل زوار  كو إلى قضاء الوقت والجلوس على المقاهي المنتشرة على جوانب الطرقات، يعد الكثيرون الكونيغسآله السبب الرئيسي لاعتبار دوسلدورف الحاضرة الألمانية الأكثر أناقة.

مشيت حتى وصلت الى ضفة النهر (الراين) والتي هي أيضا مزارا سياحيا وبها اكشاك لبيع المشروبات والمأكولات الخفيفة، كما تتوفر المراكب السياحية لنقل السياح لقضاء ساعة زمن لسبر اغوار النهر ثم العودة مرة أخرى.

وإلى جانب بُعدها السياسي والاقتصادي، تعد دوسلدورف مثالاً للتنوع الثقافي والحضاري في ألمانيا، وقد اكتسبت هذه المدينة أهميتها الثقافية من خلال المتاحف والمعارض والمباني التاريخية العريقة التي تنتشر فيها والتي يرجع إنشاؤها إلى العصور الوسطى، تعيش في المدينة جالية مغربية كبيرة، ويُمكنك تلمّس ذلك في الحي الريفي الأمازيغي الواقع خلف محطة القطار الرئيسية، والذي يعج بالمحلات والمطاعم الريفية، كما يقطن بالمدينة نحو 7000 ياباني يضفون صبغة آسيوية عليها، حتى أن بعض الناس في ألمانيا باتوا يطلقون على دوسلدورف مازحين لقب "عاصمة اليابان على نهر الراين".

ومن الأسواق الشهيرة في المدينة شارع شادوشتراسيه (Schadowstrasse) الذي تتوفر فيه البضائع بأسعار أقل قليلاً من شارع كونيغسآله لذلك تجده مكتظ بالزوار .

مدينة تستحق الزيارة بما فيها من مباهج و متع لكل فرد كبيرا و صغيرا، ومع ان اغلب المحال التجارية مقفلة يوم السبت الا ان المطاعم والمقاهي فتحت أبوابها للزائرين فكان لابد من تناول وجبة الغداء ثم الذهاب الى محطة القطار والعودة الى نيوفييد.

صور لمدينة كوبلنز

مركبات التلفريك الموصلة الى اعلى الجبل

منظر التقاء النهرين (الراين وموزيل) -التقاطة من الجبل- ويظهر تمثال الفارس

كوبلنز الحديثة ويظهر احد المراكز الحديثة 

احدى الكنائس في كوبلنز

شوارع حديثة 

من المباني الرومانية القديمة

جسر قديم يربض فوق نهر موزيل

المراكب السياحية وهي تقل السواح عبر نهر موزيل

مجسم يعبر عن تاريخ المدينة الموغل في القدم

احد الشوارع التجارية