مدينة كوبلنز
كوبلنز هي مدينة
ألمانية تقع في الجزء الشمالي من ولاية راينلاند
بالاتينات الاتحادية
غربي البلاد، وهي ثالثة كبريات المدن في الولاية بعد "ماينس" و"لودفيغسهافن"
و هي إحدى أقدم المدن الألمانية وقد احتفلت في عام 1992 بمرور 2000 سنة على
تأسيسها.
كان اسمها اللاتيني القديم Confluentes وهو
مستمد من موقعها الجغرافي أي "ملتقى النهرين" فعند كوبلنز يلتقي
نهرا الراين القادم من سويسرا و
ونهر موزيل الوافد من فرنسا.
جاءت فكرة زيارة هذه المدينة
الساحرة من قبل الأستاذ "بيتر" او كما يلقبه أحد الزملاء "بيتر
الكبير" نسبة الى قيصر روسيا، كان القصد من الزيارة التعرف على مصنع شركة
" Stabilus"
المتخصصة في صناعة "الزنبركات" والتي تستخدم في صناعات كثيرة كالسيارات
والابواب والنوافذ والاثاث، وصلنا الى مقر الشركة حوالي الساعة الحادية عشرة
صباحا، وقمنا بجولة في المصنع بمعية مدير العمليات والأستاذ بيتر، بعدها تناولنا
وجبة الغداء في مطعم الشركة.
اخذتنا الحافلة في جولة سريعة عبر
المدينة التي تنقسم الى جزئيين الجزء القديم وما يحتويه من قصور رومانية و بيوت
أثرية، ففي عام 2002 اعتبرت اليونسكو بعض
أجزاء المدينة ضمن مواقع التراث العالمي لما
تحويه من قلاع وحصون رومانية قديمة.
أما الجزء الحديث فلم يتسنى لنا زيارته
إلا انني سآتي على ذكره خلال زيارتي الشخصية للمدينة.
ترجلنا عن الحافلة فاستقبلتنا
المركبات الطائرة "التلفريك" التي اخذتنا الى جبال كوبلنز المطلة على
ملتقى النهرين، المنظر من أعلى يأسر القلوب ويهز الابدان من شدة البرودة، ومن هناك
ترى تمثال الفارس المغوار ممتطيا صهوة حصانه الحجري وكأنه يفصل بين كتيبتي النهرين،
ولجمال المكان قامت بلدية المدينة باستخدام سفح الجبل كساحة مفتوحة لإقامة
المهرجانات والمناسبات العامة والخاصة.
بعد نزولنا من الجبل أصر الأستاذ
بيتر على زيارته في بيته الواقع على رابية مطلة على نهر الراين، الرجل رحب بنا
ترحيب الالمان بتقديم المشروبات والمكسرات والبسكويت، ثم اخذنا في جولة حميمية
داخل أروقة بيته المنظم تنظيما يدل على ذوق الرجل الراقي، وبما أنه شخص عازب فأن
ذلك يفسر نظافة وترتيب المكان، البيت عبارة عن شقة علوية تتكون من غرفتي نوم وصالة
جلوس يزينها "بيانو" حاولنا العزف عليه إلا انه اشاح بمفاتيح الموسيقية
وكان لسان حاله يقول "اعط الخبز خبازه" الصالة وصالة الطعام المحاذية
لها تجاورهما شرفة مطلة على نهر الراين والمنظر منها يداعب الاحاسيس و يوقظ
الأفكار لتسكب حبرها على ورق الابداع، فتحملها النسمات الموشحة بعطر الازهار الى حقول البشرية لتحصدها ثمار يانعة .
رحلتي الثانية إلى مدينة كوبلنز
كانت بمعية الأخ "علي" الذي حصل على تدريب عملي في احدى شركات الهندسة
بالمدينة، ولارتباط كل منا بالتدريب تم الاتفاق ان تكون الزيارة في يوم عطلة نهاية
الأسبوع، وبالفعل ركبت القطار متجها الى محطة كوبلنز المليئة بالحركة والنشاط
خصوصا يومي العطلة الأسبوعية، وكان الأخ علي في استقبالي، كان يوما مشمسا جميلا
اخذنا جولة لمدة ثلاث ساعات في شوارع وازقة كوبلنز ذات الطابع المعماري الحديث،
حيث تكثر فيها إشارات المرور ، وكذلك المراكز التجارية الكبيرة، وارتشفنا القهوة
"اللاتيه" و "السبيرتو" في احد المقاهي المقابلة للساحة
الكوبلنزية ، بعد هذه الاستراحة القصيرة واصلنا الاكتشافات الى المدينة القديمة
ذات الاسوار الحصينة والقصور الرومانية المطلة على نهر موزيل ذو النكهة الفرنسية، وبجوار
النهر اخذنا الصور التذكارية و سلمنا على راكبي السفن السياحية تحية حب وسلام .
وما هي سويعات حتى نادانا منادي
الطعام أن هلما الى الغداء، فكان "الشيف" تركي الوجه واللسان الذي اذاقنا
"الشاورما" الاسطنبولية، وهنا كان لزاما على الوقت ان يفرقنا على ان
نلتقي في مغامرة جديدة على ارض الغابات السود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق